ظهور العذراء مريم بكنيستها فى الزيتون
فى 24 برمهات 1684 ش الموافق 2 ابريل 1968 م
فى شهر أبريل1986 م كان حسن عواد وعبد العزيز على (خفراء) ومأمون عفيفى
(مدرب للسائقين) وياقوت على .. وهم من العاملين الساهرين الذين يعملون فى تصليح أتوبيسات
فى جراش عام للحكومة التابع لهيئة النقل العام الذى يقع فى شارع طوممباى أمام كنيسة العذراء بالزيتون وقد
لفت نظرهم وجود أشعة نورانية باهرة تخرج من القبة الرئيسية للكنيسة .. وإذا بهم يرون فتاة متسربلة
بثياب بيضاء وساجدة بجوار الصليب الذى يعلو القبة فتسمرت أقدامهم وفتحوا أفواههم وأصيبوا بالدهشة
من هول المنظر, وإذا بالفتاة التى رآوها تسير على سطح الكنيسة بالقرب من حافتها فتصور فاروق
محمد عطوة من وضوح التجلى أنها فتاه تريد الإنتحار بإلقاء نفسها من فوق سطح الكنيسة وكانت
تقف فى بعض الأحيان على القبة الشديدة الإنحدار فاشار إليها بأصبعة المربوط وصاح بأعلى صوته:
"حاسبى يا ست . . حاسبى ياست .. حاسبى لحسن تقعى"
وتجمع المارة فى الشارع وبدأت الفتاة تظهر بوضوح واقفة وهى فى غلاله من النور الأبيض البهى
, وكانت تمسك فى يدها غصن زيتون , ثم ظهر سرب من الحمام الأبيض فصرخ الكل : "دى العدرا مريم"
وحاول العاملين المسلمين فى الجراش أن يتأكدوا مما يرون فسلطوا أضواء كاشفة يستعملونها فى
تصليح عربات النقل العامه ليلاً على الفتاة التى تجوب سيراً على سطح الكنيسة فكان جسمها النورانى
يزداد نوراً وتألقاً .. ولما شاع الخبر أطفأت إدارة الكهرباء سريان الكهرباء إلى المنطقة فبدت العذراء
أكثر نوراً وأشد ضياءاً
و ذهب خفير (حارس) الكنيسة إبراهيم يوسف عندما عرف بما يجرى مسرعاً إلى الأب القمص قسطنطين
موسى كاهن الكنيسة والذى يسكن على بعد خطوات من الكنيسة وقال له: "إلحق يابونا العذراء ظهرت
فوق القبة الشرقية" فأرسل أبونا ابنه معه أولاً ثم ذهب بنفسه وشاهد صورة نورانية للسيدة العذراء وهى
خارجة من القبة
وعندما تكرر المنظر أبلغ البعض الشرطة (بوليس النجدة) فوصل رجالها على الفور ولم يدرون
ماذا يفعلون؟ وعلى الفور ذاع نبأ هذه الفتاة فعرف المسيحيين أنها ظهور للعذراء مريم فتجمع العشرات
فالمئات فى غضون دقائق معدودة وكانت مريم العذراء واقفه وليست مواجهه للناس فإستدارت فى وقفتها
وبدأت ملامحها تزداد وضوحاً ورأى الناس غصن من الزيتون تمسكه فى يدها ثم ظهر سرب حمام فوق
رأسها, وأدرك الكل أن هذا ظهوراً للسيدة العذراء مريم, فصاحوا وهللوا ورنم المسيحيين: العدرا مريم ..
العدرا مريم .. شوفوا الست العدرا أم النور.. وأنقلب المكان إلى مجموعات تصلى وأخرى ترنم.
وفى الصورة التالية ترى أسراب الحمام النورانى الغريبة تطير فى السماء أعلى الكنيسة
وكررت الحكومة ما فعله عمال الجراش لأن الحكومة خشت أن يكون فى الأمر خدعة فسلطوا أضواء
كاشفة على الكنيسة فإزدادت هيئة العذراء نورانبة , وقامت الهيئة العامة للكهرباء بقطع الكهرباء عن منطقة
الزيتون التى بها الكنيسة وما حولها وقامت الشرطة بفحص المنطقة المحيطة فحصاً دقيقاً فى دائرة قطرها
24 كيلومترا وهدفهم الكسف عن أى نوع من أنواع الحيل الخداعية التى ربما تكون مصدر هذه الأضواء
الغريبة والإشعاعات, وكانت النتيجة أن السلطات عجزت عن تفسير هذه الظاهرة الغريبة بالنسبة إلى
المسلمين وظلت العذراء تظهر ببهاء عجيب ظهورات متكررة تصل إلى عدة ساعات فى الليلة الواحدة .
وفى حديث لقداسة البابا شنودة الثالث للأستاذ محمود فوزى قال عن ظهور العذراء: "فى سبب هذه
الظهورات وسبب مجيئها فى ذلك العصر نحن لا نتحدث فى الظهورات نفسها ولكن فى سببهم أو سبب
مجيئها, وإذا كان الرئيس جمال عبد الناصر قد شاهد بنفسه ظهور السيدة العذراء فهذا يؤيد الفكر الذى اقوله
بأن مصر كانت تحتاج إلى تعزية خاصة من الناحية السياسية بعد نكسة 1967م, وإشعار مصر أن هناك
مساعدة من الأرواح المقدسة التى صعدت إلى الرب وخصوصاً من العذراء التى بعتقد فيها المسلمون قبل
أن يعتقد فيها المسيحيون .. يعنى فى الإسلام يعتبر الله يفضلها على نساء العالمين , فهى من الناحية السياسية
تعزية لمصر بعد النكسة ..
أما من الناحية الروحية فظهور روح مقدسة إنتقلت من عالمنا منذ أكثر من 1900 سنة إشعار لنا بخلود
النفس ويرقى هذه النفس التى تظهر فى هيئة نور ساطع, وكون انها ترتبط ببعض المعجزات إشعار بقوة
الروحانية كلها ورفع للمجتمع من النظرة المادية إلى النظرة الروحية ومن الناحية السياسية تعزية لمصر فى
وقت قد تعبت فيه فعلاً
وبالفعل بعد ذلك وجدنا مصر قد بدأت تسعيد قوتها والجيش بدأ من مرحلة الردع إلى مرحلة القدرة على الهجوم
إلى ان اصبح من اقوى القوى العسكرية فى الشرق الأوسط _ ثم لماذا عام 1968م بالذات إذا لم يكن تعزية
حقيقية لمصر
راجع كتاب البابا شنودة الثالث وتاريخ الكنيسة القبطية - محمود فوزى
الكنيسة القبطية وظهور السيدة العذراء مريم
وهكذا سجل التاريخ مساء يوم 2 أبريل 1968م تاريخا واضحا جلياً فى تاريخ المسيحية فى مصر لأنه له
معنى بسيطاً ومعروفاً هو أن هناك دعم سمائى للمسيحيين فى مصر ففى عهد قداسة البابا كيرلس السادس
بدأت العذراء مريم فى التجلى فى مناظر مختلفة ومنها ظهرت أم النور بين القبة الغربية والقبة الوسطى
فى جسم نورانى كامل الحجم وظهرت فى شكل فتاة شابة رأسها فى السماء وقدماها فى الفضاء يحيط براسها
وجسمها نوراً مضئ وعلى رأسها طرحة فضية وأحياناً زرقاء سماوية , والجسم يبدو كأه فسفورياً يميل إلى
الزرقة الفاتحة وتلبس رداء أبيض ناصع , والراس منحنية إلى أسفل فى شكل صورة العذراء الحزينة ,
وكانت تنظر إلى الصليب وأحيانا كانت تتحرك فى بطئ وفى هدوء وتنحنى أمام الصليب الموضوع فوق
الكنيسة الذى كان يشع نوراً ايضاً برغم من أنه من الأسمنت المسلح المصمت وكانت ترفع يدها ثم تخفضهما
وكانت فى بعض الحيان تضع يدها على صدرها كمن تصلى , وكان فى بعض الحيان يظهر خلفها ملاك
وقد يطول ظهورها عدة ساعات والألاف من الناس تشاهدها وأستمر ظهور العذراء عدة شهور كل يوم.
وبعد ان تكرر الظهور لعدة ليالى تصاحبه عدة ظواهر عجيبة شكل قداسة البابا كيرلس السادس لجنة من
ألاباء :-
القمص جرجس متى مدير الديوان البطريركى
القمص يوحنا عبد المسيح سكرتير اللجنة الباباوية لشئون الكنائس القمص بنيامين كامل سكرتير قداسة
البابا
وذهبت اللجنة إلى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون لتقصى الحقائق حول ظهورها وتجليها.. وعاينت ظهور
العذراء بأعينهم ثم تقابلت مع عمال الجراش الحكومى المقابل للكنيسة الذين شاهدوها أولاً وكتبوا تقريرهم
بتاريخ 30 ابريل 1968م وسجلوا ما رأوه والتحقيقات التى اجروها
وقد شكل قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس لجنة من الأساقفة لتقصى وقائع الظهور والمعجزات
التى صاحبتها لأعطائة تقريراً عن هذا الحدث الفريد فى نوعه الذى شاهده الملايين من شعب مصر مسلمين
ومسيحيين
وأعلن النبأ على مصر كلها أن مصر قديما أستقبلت العائلة المقدسة الهاربة من بطش هيرودس فظلت
العذراء تبارك شعب مصر فى يوم السبت الموافق 4 مايو 1968 م بعد الظهر من الساعة الواحدة
أذيع التقرير الرسمى للكنيسة القبطية فى المقر الباباوى بالبطريركية بكلوت بك حيث دعا إلى مؤتمر
صحفى وشهده 150 مندوباً عن الصحف العربية والمصرية وألجنبية ووكالات النباء والإذاعة والتلفزيون
ومندوب من وزارة السياحة وحضر كل من أصحاب النيافة:
نيافة الأنبا ابرآم اسقف الفيوم
نيافة الأنبا اثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا
نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات
نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي
كما حضرة عدد من ألاباء الكهنة منهم:
القمص جرجس متى مدير الديوان البطريركى
القمص مرقس غالى وكيل عام البطريركية
القمص بنيامين كامل سكرتير قداسة البابا
وقام بقراءة البيان الصادر من المقر الباباوى نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا،
واعلن ظهور العذراء مريم والدة الإله فى كنيستها بالزيتون .
وقد أجاب العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمى رئيس
اللجنة على أسئلة الصحفيين ومن أقواله :
"لعل هذا الظهور بشير خير وعلامة من السماء على أن الرب معنا, وأنه سيكون فى نصرتنا, ولن يتركنا,
فنحن نسمع منذ يونيه الماضى أن الله تخلى عنا (يقصد نيافته الحديث عن نكسة 1967م وكانت هناك
ظروف عصبية تعيشها مصر كله خاصة المسيحيين فقد كان المسلمون يقولون أننا سنبيد اليهود فى حرب
1967 م ثم نبيد نصارى مصر) ولكن هذا الظهور الذى يصل إلى حد التجلى الذى تم ولا زال يجرى
علناً أمام الألوف من الناس يرفع روحنا المعنوية ويبشرنا بأن الرب نصير لنا وأنه لن يهملنا.
إن بلادنا التى تباركت منذ نحو ألفى عام بدخول المسيح له المجد وزيارة العذراء أم النور تتبارك أيضاً
من جديد بهذا التجلى الذى لم يحدث له نظير من قبل فى الشرق أو فى الغرب.
وسأل أحد الصحفيين الأنبا أغريغوريوس رئيس لجنة الكنيسة القبطية: هل هذه الظاهرة مقبولة دينياً
وعلمياً؟
فأجاب سيادته: نعم .. فظهور العذراء وتجليها ليس بالحدث الجديد, فقد ظهرت لأفراد كثيرين بطول التاريخ
لتطمينهم أو تبليغهم رسالة خير أو شفاء, كما ظهرت سابقاً للبابا أبرآم البطريرك السكندرى الـ 62 لتبشرة
بأن صلواته قد قبلت وأنه سيتمكن من نقل جبل المقطم كطلب الخليفة المعز لدين الله الفاطمى, إتماماً لقول
الإنجيل: "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون
شئ غير ممكن لديكم" (متى 17:20) كما ظهرت للخليفة المأمون العباسى عندما أصدر أمره بهدم كاتدرائية
العذراء بأتريب .
وليست ظهورات القديسين بغريبة أو عجيبة, فنحن نتمتع بظهورات العذراء مريم فى مناسبات بعض الأعياد,
وبظهورات القديس العظيم مار جرجس والقديس الأنبا برسوم العريان وغيرهم من القديسين , ومن ناحية قبول
الظاهرة علمية فهى مقبولة خاصة وان من العلماء من يبحث فى ظهور الأرواح وأستجسادها فى جسد فى
جسد أثيرى , وأمكنهم أن يصوروا هذا الجسد فى الشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء.
على أن تجليات العذراء فى الزيتون هى فى الواقع حدث جديد, فالمعروف علمياً حتى الآن أن الأرواح لا
تظهر لجميع الناس بل لبعض الأشخاص فى ظروف خاصة ممن لهم مواهب وساطية, أما العذراء فى
الزيتون فتظهر جسماً نورانياً كاملاً لعشرات أللوف من كل الناس دون تفريق بين الواحد والآخر سواء
من له موهبة الجلاء البصرى أو من ليست له هذه القدرة.
أما لماذا ظهرت السيدة العذراء فى مصر بالذات , فهذا فضلمن الرب وبركة لأرضنا الطاهرة, وشرف
لبلادنا المقدسة, ويوم أن هربت العائلة المقدسة من وجه هيرودس, ولم تشأ أن تهرب إلى بلد آخر
غير مصر, وقد كان ذلك ولا زال بركة من الرب لنا.
الأحد 05 أغسطس 2007, 2:06 am من طرف Roca Rota